يتمتع الدولار الأمريكي بطلب قوي، مما يؤثر سلبًا على جاذبية الاستثمار في الأصول ذات المخاطر، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني. يتكهن المستثمرون الآن بأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون متساهلاً كما كانوا يأملون. هذه الفكرة تعزز مرة أخرى الطلب على الدولار، كما هو واضح في الرسم البياني الفني.

خلال خطابات أمس من عدة صانعي سياسات في الاحتياطي الفيدرالي، كانت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، الأكثر تساهلاً، حيث صرحت بأنها تتوقع المزيد من تخفيضات الفائدة من البنك المركزي الأمريكي لمنع المزيد من الضعف في سوق العمل.

قالت ماري دالي يوم الاثنين في مؤتمر TechLive التابع لصحيفة وول ستريت جورنال في لاجونا بيتش، كاليفورنيا: "حتى الآن، لم أرَ أي معلومات تشير إلى أننا لا نستطيع المضي قدمًا في تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة". وأضافت: "أسعار الفائدة المرتفعة ضارة للغاية لاقتصاد يسير بالفعل نحو تضخم بنسبة 2%، لذلك لا أريد أن يعاني سوق العمل كثيرًا".

للتذكير، في اجتماع السياسة الشهر الماضي، بدأ مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ بداية الجائحة. قاموا بخفض معدل الأموال الرسمي بمقدار نصف نقطة مئوية، إلى نطاق يتراوح بين 4.75% و5%، معربين عن قلقهم بشأن التوظيف البطيء. أظهرت البيانات الاقتصادية منذ ذلك الحين أن التوظيف في الأشهر الأخيرة كان أعلى مما تم الإبلاغ عنه في البداية، والآن يتوقع المشاركون في السوق تخفيضات أصغر في أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة هذا العام - فقط تخفيض بمقدار ربع نقطة. الاجتماع القادم مقرر في 6-7 نوفمبر.

كما صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو أن القرار لصالح تخفيض كبير في سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية بدلاً من ربع كان القرار الصحيح. للأسف، لم تقدم المسؤولة أي تلميحات حول كيفية تصويتها في المستقبل. وأضافت دالي: "سنواصل تعديل السياسة للتأكد من أنها تتناسب مع اقتصادنا".

أوضح ممثلون آخرون للاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا في وقت سابق أنهم يفضلون وتيرة أبطأ لتخفيضات أسعار الفائدة مما كان متوقعًا بعد التخفيض بمقدار نصف نقطة في سبتمبر، والذي كان محفزًا رئيسيًا لتعزيز الدولار الأمريكي.

صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوجان، أن لجنة تحديد الأسعار يجب أن تتصرف بحذر نظرًا لمستوى عدم اليقين الاقتصادي العالي، مشيرة إلى أن نهجًا تدريجيًا لخفض الأسعار إلى مستوى محايد يمكن أن يساعد في إدارة المخاطر وتحقيق الأهداف بسرعة.

قال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، إنه يتوقع تخفيضات أكثر تواضعًا في أسعار الفائدة في الفصول القادمة، مما سيسمح بالعودة التدريجية إلى مستوى محايد.

يعتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيف شميت، أيضًا أنه يجب تجنب الخطوات الجذرية الآن، خاصةً بالنظر إلى عدم اليقين بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة.

التوقعات الفنية لليورو/الدولار الأمريكي

حاليًا، يحتاج مشترو اليورو/الدولار الأمريكي إلى التركيز على استعادة مستوى 1.0840. فقط هذا سيسمح لهم بتنفيذ اختبار لمستوى 1.0870. من هناك، يمكن للأداة أن ترتفع إلى 1.0900، ولكن سيكون من الصعب بدون دعم اللاعبين الكبار في السوق. سيكون الهدف الأبعد هو القمة عند 1.0930. في حالة الانخفاض، أتوقع نشاط شراء قوي حول 1.0815. إذا لم يظهر المشترون الرئيسيون هناك، سيكون من الحكمة انتظار إعادة اختبار القاع عند 1.0780 أو النظر في مراكز شراء من 1.0760.

التوقعات الفنية للجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي

بالنسبة لمشتري الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، فإن استعادة المقاومة الأقرب عند 1.3010 أمر حاسم. سيسمح لهم هذا بالتصويب نحو 1.3050، ولكن سيكون من الصعب كسر هذا المستوى. سيكون الهدف الأبعد هو المنطقة عند 1.3095، وبعد ذلك يمكننا رؤية دفعة صعودية أكثر أهمية نحو 1.3131. في حالة الانخفاض، سيحاول الدببة السيطرة حول 1.2965. إذا نجحوا، فإن كسر هذا النطاق سيوجه ضربة قوية للثيران ويدفع الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي نحو القاع عند 1.2940، مع هدف إضافي عند 1.2910.